لن أطيل عليكم

فقد اخترت لكم من حياته الطويلة الشريفة

بضع وقفات صغيرة

لكنها بمنزلة عمر كامل نستقي منه

العبرة والعظة ومحبة الله.

فحال رسولنا مع الإيمان

يجعلنا نعيد ترتيب مشهد حياتنا من جديد

لأن الساعات تمر معه وعليه بشكلٍ مختلف تماماً

فهو يصحو من نومه قبل الفجر بيقين يدفعه لملاقاة ربه

بحب وشوق كبيرين

فيستقبل يومه قائلاً:

"الحمد لله الذي ردّ إلي روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره"

فهل نحمد الله كما يحمده؟

هل نرى أن العمر الذي ملكناه هو نعمة نحمد الله عليها

كما يراها حبيبنا المصطفى؟

وبعد هذا الصباح المتفائل

يمشي إلى المسجد قاصداً الصلاة

وكله يقين بوعد الله بالنور التام يوم القيامة

أليست هذه بشرى الله للمشّائين في الظلم؟


فالصلاة عند رسول الله سعادة تستريح إليها نفسه وقلبه

وليس تكليفاً ومعاناة مثل حالنا!

.............

و مع الطعام له حال وأحوال

فهو يستقبله ببشاشة وشكر مهما كان وكيف كان

فهو الرجل القوي الذي لا يفقد تماسكه إذا ما فقد شيئاً من زاد أو متاع

ترى ما حالنا مع طعامنا؟


كحاله أم ما أبعدنا عنه؟

..............

ولا تقف علاقته بالله عند صلاة أو مناجاة صباحية وأخرى مسائية

بل هو يرقب ربه حيثما كان

ويقيّد مسالكه بأوامره ونواهيه

ويستعين به في شؤون حياته كلها

لأنه يعلم ضعفه بقدر معرفته بقوة الله وقدرته


إنها مواقف ثلاثة نقيس بها حالنا بحاله

لنعلم بقية الحكاية

فقد بعدنا عنه كثيراً

وهاهو يوم ذكرى ولادته ليكون فرصتنا

لنعيد مولده فينا وفي قلوبنا

وفي دقيق شؤوننا

فمن أطاعه أطاع الله

ويا شرفنا بطاعته!

كل عام وأنتم في ذكرى ولادته

محمديون من جديد